سماحة الشيخ بناهيان | كيف نصدق بأن الله رحيم؟

الرئيسية / الإقتراح الخاص / سماحة الشيخ بناهيان | كيف نصدق بأن الله رحيم؟

إذا لم ترَ في حياتك شخصاً رحيماً فكيف تريد التصديق بأن الله رحيم؟

سماحة الشيخ بناهيان | كيف نصدق بأن الله رحيم? 

” إذا لم ترَ في حياتك شخصاً رحيماً فكيف تريد التصديق بأن الله رحيم؟ إنه أمر صعب للغاية. *ليت الآباء والأمهات جميعاً قدوةٌ في هذا المجال ليكون كلّ امرئ قد لمس الرحمة في حقه من أبويه، على أقل تقدير.* فإنّه ما لم ترَ رحيماً عن كثَب فلا يمكنك أن تصدّق، أساساً، بأنّ هناك إنساناً رحيماً كهذا!

لا بد للإنسان أن يشاهد شخصاً رحيماً عن كثب. أن يفتّش عن مثل هذا الشخص، ويرى رحمته. أحد أسباب عدم إيمان البعض بالأئمة المعصومين(علیه السلام) هو عدم مشاهدتهم رجلاً صالحاً عن قُرب. فبمشاهدتنا للصالحين نتعرّف على صلاح أولياء الله تعالى. *ولقد فعل الإمام الخميني(ره) بشخصيته الفذّة ما زاد من معرفة الناس بأئمتنا الأطهار(علیه السلام).فمتى كان لمجالس أهل البيت(علیه السلام) مثل كل هذه الأُبّهة قبل انتصار الثورة؟! ومتى كانت زيارة الإمام الرضا(علیه السلام) وزيارة مسجد جمكران بكل هذا الاكتظاظ؟!* ومتى كانت مراسم الاعتكاف تحظى بكل هذا الإقبال؟!

*حاوِل جاهداً أن تنخرط في عِداد هؤلاء الرُّحماء وأن تبالغ في رحمة الآخرين كي ترتفع نسبة ثقتهم برحمة الله. قم، في أحيانٍ ما، بالصفح عن الآخرين صفحاً يجعلهم يقولون: “إذا كان عبد الله يصفح كل هذا الصفح فما بالُك بالله نفسه!”* اتّصافُك بالرحمة مؤثّر في إدخال الآخرين إلى حيّز التديُّن، فإنك إن رحمتَ الآخرين ساعدتَهم ـ في الحقيقة ـ في معرفة عقائد دينهم. دع غير المتديّن يقول فيك: “كم هو شهم! كم هو رحيم! كم هو عَفُوّ!” هذه دروس في العقائد. أصل العقيدة الصحيحة هو أن يرتفع منسوب الاعتقاد برحمة الله. فلتكن “خليفة الله” في أرضه. فلتكن الممثّل عن الله في رحمته.

لا يؤمن أحدٌ بالله بحضوره دروس أصول العقائد، بل إنه سيصمت فقط! ما من إنسان سيحبّ اللهَ ببساطة عبر المباحث الكلامية والعقائدية! إذن فكيف يتحوّل الناس إلى محبّين لله؟ إنّه عبر تصديقهم بأنّ الله رحيم. فإنّ ممّا يحول دون إدراكهم بأن الله رحيم هو أنهم لم يشاهدوا في حياتهم “رحيماً”! فهذه العلاقات الإنسانية هي التي تدعو الناس إلى الإيمان بوجود الحبّ والرحمة، ألا وإنّ هذه الرحمة من الدين.

نسأل الله أن نتعلم يوماً “العيش برحمة” وأن يرحم كلٌّ منّا الآخر. فالرحمة شعار لكنّه قابل للتطبيق. فحينما يأتي وليّ الله الأعظم ويحكم الأرض كلها بسلطانه المطلق سيصبح جميع الناس رحماء فيما بينهم. *وحتى في زماننا هذا، فإنّنا إذا اعتقدنا بالسلطة المطلقة للوليّ الفقيه، ووفّرنا الأرضية لمثل هذه السلطة، ولم نقع في فخ المساجلات والمناوشات فسيكون لفعلنا هذا أثر إلى حد كبير*…..”

پایگاه اطلاع رسانی هیات رزمندگان اسلام

لینک کوتاه :
https://eheyat.com/ar/?p=462

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *